Saturday, January 15, 2011

دراسة في النبوات (علم الكلام)



Horizontal Scroll: الفصل الأول 


( النبوة والرسالة )
§       النبوة
ذكر الشيخ كمال الدين : أن النبي أصله لغة بالهمز من النبأ
                            أي : منبئ عن الله
وفي الشرع : النبي إنسان أوحى الله إليه بشرع غير مأمور بتبليغه والدعوة إليه، والنبوة في الشرع وحى من الله تعالى إلى من اختاره من عباده.

§       الرسالة
الرسالة في اللغة : تكون بمعنى ما يرسل والخطاب والكتاب يشتمل على قليل                      من المسائل تكون في موضوع واحد  وبحث مبتكر يقدمه
                      الطالب الجامعي ليل شهادة عالة.

الرسول في اللغة : هو الذي أمره المرسل بأداء الرسالة بالتسليم أو القبض.
وفي الشرع الرسول هو إنسان أوحى الله تعلى إليه بشرع وأمره بتبليغه  والدعوة اليه.

وقال الجرجاني :
v  الرسول إنسان بعثه الله إلى الخلق لتبليغ الأحكام.
v  الرسالة في الشرع تكليف الله أحد عباده بإبلاغ الآخرين بشرع أو
    حكم  معين.

§       ويبدو من البيان المذكور أن النبي غير الرسول فهناك فرق بينهما وهو أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.


1.  وذهب كثيرون
v  أن بينهما عموما وخصوصا مطلقا، إذ النبى هو من أوحى إليه بأمر من الله سواء كلف بتبليغه أم لا، فإن كلف بتبليغه كأن أوحى إليه بشرع أو كتاب إلى عامة الناس فهو رسول أيضا. وعلى هذا فكل رسول نبى إذ الرسالة إلى الناس فرع من النبوة من الله، وليس كل نبي رسولا، إذ قد يكون موحى إليه دون تكليف له بالتبليغ.
2.  وذهب طائفة من العلماء
v  أن الكلمتين ( النبي والرسول ) مترادفتان.
v  وأنهما ذات مدلول واحد، فكل نبى يسمى رسولا، وكل رسول يسمى نبيا، غير أنه يسمى رسولا بالنظر إلى ما بينه وبين الناس ويسمى نبيا بالنظر إلى ما بينه وبين الله. وكلاهما متلازمتان.


3.  وذكر بعض المفسرين
v  هذا الحديث منهم العلامة الألوسى قال : فقد أخرج أحمد وابن حبان عن أبي ذر أنه سئل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، كم الأنبياء؟ قال : (( مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا )) قلت : يا رسول الله كم الرسل؟ قال : (( ثلثمائة وثلاثة عشر جم غفير )).
v  ويبدو واضحا في هذا الحديث الفرق بين عدد الأنبياء والرسول ويترتب على ذلك وجود الفرق بين الأنبياء والرسل في البعض الأمور.
4.  وهناك رأى آخر
v  الفرق بين النبى والرسول هو أن الرسول من له شريعة وكتاب أو نسخ لبعض شريعة متقدمة على بعثته والنبى ليس كذلك، والكتب المنزلة مائة وأربعة في المشهور، أنزل على آدم عشر صحائف وعلى شيث ثلاثون وعلى إدريس خمسون وعلى موسى قبل التوراة عشرة والتوراة والإنجيل والزبور والفرقان.
v  وهذا يؤكد الرأى القائل بالفرق بين النبى والرسول وأن بينهما عموما وخصوصا مطلقا، كما تقدم بيانه.

§       أحكام بعثة الأنبياء والرسل عند المذاهب :
1.  مذهب أهل السنة والجماعة :
v  اتفق أهل السنة والجماعة على أن بعثة الأنبياء جائزة عقلا وواقعه قطعا.
v  وذكر الشيخ كمال الدين محمد بن محمد أن بعض حنيفة ما وراء النهر قالوا: إنه واجب الوقوع، وأن هذا القول مثل قول المعتزلة بوجوب البعثة،  وإن صح القول فهم مخالفون لمذهب أهل السنة والجماعة ولم يتفقوا معهم.

2.  مذهب المعتزلة :
v  أنه يجب على الله أن يبعث الرسل إلى الخلق ليدلوهم على ما يريده منهم. ومبنى كلام المعتزلة في هذه المسألة ما أصلوه عند أنفسهم وجعلوه قاعدة بنوا عليها كثيرا من الأحكام وهو أنه يجب على الله فعل الصلاح والأصلح لعباده.
v  قالو : (( فعل الصلاح واجب على الله تعلى )) الفساد كالإيمان في مقابلة الكفر.
v  قالوا: النظام المؤدى إلى صلاح حال الإنسانى على وجه العموم في معاشه ومعاده لا يتم إلا ببعثه الرسل، وكل ما هو كذلك فهو واجب على الله تعالى. 

3.  ذهب الفلاسفة :
v   إتفق الفلاسفة مع المعتزلة على أنه يجب على الله تعالى أن يبعث الرسل إلى الخلق ليدلوهم على ما يريده منهم، ومبنى كلامهم في هذه المسألة ما ذهبوا إليه وجعلوه من قواعدهم التى بنوا عليها كثيرا من الأحكام وهو القول بالتعليل أو الطبيعة،
v  قالوا: يلزم من وجود لله تعالى وجود العالم بالتعليل : أى يكون الله تعلى علة، أو بالطبع، ويلزم من وجود العالم وجود من يصلحه.

4.  مذهب البراهمة:
v  البراهمة قوم من الهند انتسبوا إلى رجل منهم يقال له "برهام" وقد مهد لهم نفى النبوات أصلا وقرر استحالة ذلك في العقول بوجوه:
v  قال: إن الذي يأتي به الرسول لم يخل من أحد أمرين:
1.   إما أن يكون معقولا.
2.   وإما أن لا يكون معقولا.
v  فإن كان معقولا فقد كفانا العقل التام بإدراكه والوصول إليه، فأي حاجة لنا إلى الرسول؟ وإن لم يكن معقولا فلا يكون معقولا، إذ قبول ما ليس بمعقول خروج عن حد الإنسانية ودخول في حريم البهيمية.
v  وقال: قد دل العقل على أن الله تعلى حكيم والحكيم لا يتعد الخلق إلا بما تدل عليه عقولهم. وقد دلت الدلائل العقلية على أن للعالم صانعا قادرا حكيما، وأنه أنعم على عباده نعما توجب الشكر، فننظر في آيات خلقه بعقولنا ونشكره بآلائه علينا. وإذا عرفناه وشكرنا له استوجبنا ثوابه. وإذا أنكرناه وكفرنا به استوجبنا عقابه. فما بالنا نتبع بشرا مثلنا؟ فإنه إن كان يأمرنا بما يخالف ذلك
v  وقال: قد دل العقل على أن للعالم صانعا حكيما والحكيم لا يتعبد الخلق بما يقبح في عقولهم. وقد وردت أصحاب الشرائع بمستقبحات من حيث العقل: ومن التوجه إلى بيت مخصوص في العبادة الطواف حوله والسعي ورمى الجمار والإحرام والتلبية وتلبية وتقبيل الحجر الأصم وكذلك ذبح الحيوان وتحريم ما يمكن أن يكون غذاء للإنسان وتحليل ما ينقص من بنيته وغير ذلك، وكل هذه الأمور مخالفة لقضايا العقول.
v  وقال: إن أكبر الكبائر في لرسالة اتباع رجل هو مثلك في الصورة والنفس والعقل، يأكل مما تأكل ويشرب مما تشرب حتى يكون بالنسبة إليه كجماد يتصرف فيك رفعا ووضعا، أو كحيوان يصرفك أماما وخلفا أو كعبد يتقدم إليك أمر ونهيا، فأي تميز له عليك؟ وأية فضيلة أوجبت استخدامك؟ وما دليله على صدق دعواه؟ فإن انحسرتم بحجته ومعجزته فعندنا من خصائص  الجواهر والأجسام ما لا يحصى كثيرة.

·       رد الإمام الغزلي على المذهب:

v  وإن حكم باستحالة ذلك من حيث الاستقباح والاستحسان فقد استأصلنا هذا الأصل في حق الله تعلى، ثم لا يمكن أن يدعى قبح ارسال الرسول على قانون الاستقباح، فلابد من ذكر سببه وغاية ما هو به شبه:
1.  أنه لو بعث النبي بما تقتضيه العقول ففي العقول غنية عنه وبعثة الرسول عبث وذلك على الله محال وإن بعث بما يخالف العقول استحال التصديق والقبول.
2.  أنه يستحيل البعث لأنه يستحيل تعريف صدقه لأن الله تعلى لو شافه الخلق بتصديقه وكلمهم جهارا فلا حاجة إلى رسول وإن لم يشافه به فغايته الدلالة على صدقه بفعل خارق للعادة ولا يتميز ذلك عن السحر والطلسمات وعجائب الخوائب.








§       صفات الأنبياء

§       الصفات الواجبة للأنبياء:
v  قال أبو البركات أحمد ن محمد الدردير:
وصف جميع الرسل بالأمانة      والصدق والتبليغ الفطانة
1.  الأمانة
v  هي اتصافهم بحفظ الله سبحانه وتعلى ظواهرهم وبواطنهم ولو في حال الصغر من التلبس بمنهي عنه ولو نهي كراهة.
2.  الصدق
v  والمراد بالصدق مطابقة حكم خبرهم للواقع إيجابا أو سلبا لقوله تعلى:
(( وصدق الله ورسوله)) ولأنه لو جاز عليهم الكذب في خبره.
3.  الفطانة
v  الفطانة بمعنى التفطن والتيقظ لإلزام الخصوم وإحجاجهم  وطرق إبطال.
v  وقاله تعلى: (( وجادلهم بالتي هي أحسان))
4.  التبليغ
v  هو إيصال جميع ما جاء الرسل من عند الله إلى العباد.
v  ذكر الشيخ عبد السلام بن إبراهيم للقانى المالكى أن الصفات الذكورة صفات عقلية للنبوة (شروط عقلية) وأضاف إليها شروطا شرعية عادية لها:
1.  البشرية
2.  الذكورة
3.  كمال العقل
4.  الذكاء
5.  قوة الرأي
6.  السلام عن كل ما ينفر الأتباع حين النبوة
7.  أعلم من جميع من بعث إليهم بأحكام الشريعة المعوث بها، أصلية وفرعية.
8.  البلوغ (اختلف العلماء في هذا الشرط)


Horizontal Scroll: الفصل الثاني 


(حاجة البشر إلى الرسالة)

وقد اهتم علماء الكلام بهذا الموضوع بتخصيص مكان خاص له في كتبهم وسنذكر بعضا منهم على سبيل المثال الآتي:
1.  الإمام الإسلام محمد الغزلي رحمه الله تعلى:
v  أنه ليس يستحيل بعثة الأنبياء عليه السلام خلافا للبراهمة حيث قالوا: لا فائدة في بعثتهم إذ في العقل مندوحة عنهم،لأن العقل لا يهدي إلى الأفعال المنجية في الآخرة كما لا يهدى إلى الأدوية المفيدة للصحة. فحاجة الخلق إلى الأنبياء كحاجتهم إلى الأطباء ولكن يعرف صدق الطبي بالتجربة ويعرف صدق النبي بالمعجزة.
v  إن نوع الإنسان محتاج إلى اجتماع على صلاح في حركاته الاختيارية ومعاملاته المصلحية ولو لا ذلك الاجتماع ما بقي شخصه ولا انحفظ نوعه ولا احترس ماله وحريمه: وكيفية ذلك الاجتماع تسمى ملة وشريعة.
v  وبيان ذلك أنه في استبقاء حياته واستحفاظ نوعه وحراسة ماله وحريمه يحتاج إلى تعاون وتمانع
-        أما التعاون فلتحصيل ما ليس له مما يحتاج إليه في مطعمه وملبسه
-        وأما التمانع فلحفظ ماله من نفسه وولده وحريمه وماله، وكذلك في استحفاظ نوعه يحتاج إلى تعاون في الازدواج والمشاركة وتمانع يحفظ ذلك على نفسه،
v  وهذا التمانع والتعاون يجب أن يكون على د محدود وقضية عادلة وسنة جامعة مانعة.
v  وقد أشار الغزالي في هذين النصين إلى أن البشر محتاج إلى الرسالة لأن العقل لا يستطيع أن يصل إلى معرفة الأعمال المنجية من عذاب الله تعلى في الآخرة ونظام الحياة سعيدة في هذه الحياة.
v   وهذا لا يدل على إنكار الغزالي فضائل العقل وإنما ذلك يشير إلى أن العقل بمفرده قليل الغناء ولن يهتدي إلا بالشرع وقد قال: إن العقل لن يهتدي إلا بالشرع والشرع لم يتبين إلا بالعقل كالأس والشرع  كالبناء ولن يغني أس ما لم يكن بناء ولن بناء ولن يثبت بناء ما لم يكون أس.
v  وخلاصة:وعلى الجملة فالعقل لا يهتدي إلى تفصيل الشرعيات والشرع تارة يأتي بتقرير ا ستقر عليه العقل وتارة بتنبيه الغافل وإظهار الدليل حتى يتبين لحقائق المعرفة، وتارة بتذكير العقل حتى يتذكر العاقل حتى يتذكر ما فقده وتارة بالتعليم وذلك في الشرعيات وتفصيل أحوال المعاد : فالشرع نظام الاعتقادات الصحيحة والأفعال المستقيمة والدال على مصالح الدنيا والآخرة ومن عدل عنه فقد ضل سواء السبيل.    

2.  الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رحمه الله تعلى.
v  قد تحدث كذلك في هذا الموضوع بالتفصيل ويبدو بيانه قريبا من كلام الإمام الغزلي الذي ذكرنا.
v  وفي بيان حاجة البشر إلى الرسالة سلك الإمام محمد عبده مسلكين:
1.  يبتدئ من الاعتقاد ببقاء النفس الإنسانية بعد الموت وأن لها حياة أخرى بعد الحياة الدنيا تتمتع فيها بنعيم أو تشقى فيما بعذاب أليم، وأن السعادة والشقاء في تلك الحياة الباقية معقودان بأعمال المرء في حياته الفانية، سواء كانت تلك الأعمال قلبية كالاعتقادات المقاصد والإرادات أو بدنية كأنوع العبادات والمعاملات.
v  أن لنفس الإنسان بقاء تحيا به بعد مفارقة البدن وأنها لا تموت موت فناء وإنما الموت المحتوم هو ضرب من البطون الخفاء.
v  وقد ألهمت العقول وأشعرت النفوس أن هذا العمر القصير ليس هو منتهي ما للإنسان في الوجود، بل الإنسان ينزع هذا الجسد كما ينزع الثوب عن البدن ثم يكون حيا باقيا في طور آخر وأن يدارك كنهة.
v  وكيف الاهتداء وأين السبيل وقد غاب المطلوب وأعوز الدليل؟ شعورنا إلي استعمال عقولنا في تقويم هذه المعيشة القصيرة الأمد لم يكفنا في الاستقامة على المنهج الأقوم، بل لزمتنا الحاجة إلى التعليم والإرشاد، ولا نزال إلى الآن من هم هذه الحياة الدنيا في اضطراب لا ندرى متى نخلص منه وفي شوق إلى طمأنينة لا نعلم متى ننتهي إليها.
v  هذا شأننا في فهم عالم الشهادة، فماذا نؤمل من عقولنا وأفكارنا في العلم بما في الغيب؟ هل فيما بين أيدينا من الشاهد معالم نهتدي بها إلى الغائب؟
2.  يؤخذ من طبيعة الإنسان نفسه.
v  أن الإنسان نوع من تلك الأنواع التي غرز في طبعها أن تعيش مجتمعة وان تعدت فيها المجموع من العمل ما لا غني للواحد عنه في نمائه وبقائه
v  والإنسان يعيش في هذه الحياة في تنافس دائم في اللذائذ الجسدية وتجالد أفراد طمعا في وصول كل الى ما يظنه غاية مطلبه وان لم تكن له غاية، ويضاف الى ذلك التنافس في اللذائذ الروحانية، وكان من اعظم همه
v  وقد بلغت هذه الشهور حدا من الأرواح مكانا كاد لا تصعد إليه سائر الشهوات.وقد سعى بعض أفراد الإنسان إلى إعلاء منزلته في القلوب بإخافة الآمن وإزعاج الساكن وإشعار القلوب رهبة المخافة لا تهيب الحرمة.
v  وذهب بعض الناس إلى أن العقل يستطيع أن يضع قواعد العدل ويحمل الكافة على رعايتها.
v  وعلى هذه الأحوال المذكورة، بعث الله تعلى الأنبياء والرسل إلى الخلق
-        يعلمونهم ما شاء الله أن يصلح به معاشهم ومعادهم، وما أراد أن يعلموه من شئون ذاته وكمال صفاته
-        وأولئك هم الأنبياء والمرسلون
-        فبعثة الأنبياء صلوات الله عليهم من متممات كون الإنسان ومن أهم حاجاته في بقائه، ومنزلتها من النوع منزلة العقل من الشخص نعمة أتمها الله:
       ((لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ))





Horizontal Scroll: الفصل الثاني 


( خوارق العادات: المعجزة)
§       المعجزة
المعجزة: اسم فاعل من الإعجاز
تقول: أعجاز الشيء فلان: فاته ولم يدركه ويقال: أعجزه فلان.
وهي (المعجزة) مأخوذة من الإعجاز، والتاء فيه للنقل أو المبالغة.
v  وعند العلماء:
1.  هي أفعال الله تعلى الخارقة للعادة المستمرة على حسب دعوى النبوة.
2.  أمر خارق للعادة داعية إلي الخير والسعادة مقرونة بدعوى النبوة قصد به إظهار صدق من ادعى أنه رسول من الله.
3.  هي كل أمر خارق للعبادة يظهر علي يد مدعي النبوة عند تحدى المنكرين له على وجه يبين صدق دعواه.

v  حقيقة المعجزة
-        ما قصد به إظهار صدق من ادعى رسول الله
-         
v  كيفية حصول المعجزة
-        وهذا يدل على أن كيفية حصول المعجزة لا يعلمها إلا الله تعلى.
v  أقسام المعتزلة:

0 comments:

Post a Comment